محاضرة عن مفهوم الأدارة وعناصرها الرئيسية
1 – مفهوم الإدارة وعناصرها الرئيسية ..
الادارة : Management
تعرف الادارة بانها عملية تجميع ادوات الانتاج المختلفة , رأس مال , قوى عاملة , موارد طبيعية , واستغلالها بفاعلية وكفاءة , لتحقيق الاهداف .
وهي نشاط انساني يهدف الى تحقيق افضل النتائج , باستخدام الموارد المتوفرة .
وتعرف ايضاً بانها مجموعة من الانشطة المتميزة , التي يتم توجيهها بفاعلية وكفاءة , لاستخدام الموارد المتاحة . لتحقيق هدف , او مجموعة اهداف .
وهو علم نشاء مع نشوء الحضارات القديمة , وبداية ظهور الحياة المدنية . منذ ايام الحضارة الفرعونية , ومعجزتها القائمة الى اليوم , وهي الاهرامات , والتي تطلب بنائها سلسلة من الاعمال الادارية والهندسية المتشابكة , لازلنا غير قادرين على فك طلاسمها ,
وكانت الحضارة اليونانية , واسهامات الفلاسفة , في تعريف وتحديد شكل الدولة , ورؤيتهم للحضارة والحياة والمعاملات المدنية .
وحدثنا التاريخ عن دوواين فارس , ونظم المراسلات , التي اخذها عنهم المسلمون , واضافوا اليها الكثير من العلوم , حتى شيدوا حضارة تنويرية , أضاء نورها , ليل اوربا في عصورها المظلمة .
ولكن الادارة كمفهوم علمي متفرد , له مدارسه , ومذاهبه , ونظرياته , ومبادئه , لم يظهر الابعد النهضة الصناعية , في اوربا في القرن التاسع عشر .
كما نجم عن اتساع المشاريع , بروز مبداء تقسيم العمل , ورائد هذا المبداء هو ( فريدريك تايلور ) وهذا جعل العامل يتخصص في جزئية محددة من العملية الانتاجية , مع حساب الوقت والحركة , الامر الذي ساهم في سرعة الاداء والاتقان , وزيادة الانتاج
وهذا دعى بدوره , الى وجود عمليات تنسيق , وتنظيم , وتخطيط , ورقابة , وتوجيه , في كافة مستويات العملية الانتاجية .
واختلف علماء الادارة والممارسون لها ,في كونها علم ام فن ,
ويرى اصحاب انها فن , ان الادارة تتطلب مهارات ومواهب انسانية خاصة , يتم تنميتها بالممارسة , والخبرة المكتسبة .
لان الادارة تتعامل مع البشر , الذين يختلفون في طباعهم , وسلوكهم , وردود افعالهم .
اما اصحاب راي ان الادارة علم فحجتهم هي , ان الادارة هي علم استخدام الجهد الانساني ,
حيث ان العلم يقوم على جمع المعلومات , والبيانات , والملاحظات , وتنظيمها , وتفسيرها ,
بغرض الوصول الى حقائق , وقوانين , وقواعد , عامة , لتفسير الظواهر , والتنبؤ بحدوثها
وتعرف الادارة بانها الاستخدام الفعال , والكفء للموارد البشرية , والمادية , والمالية , والأفكار , والوقت , من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في , التخطيط , والتنظيم , والتوجيه , والرقابة , بغرض تحقيق الاهداف ,
ونعني بالموارد هي :
– الموارد البشرية : الافراد الذين يعملون في المنظمة
– الموارد المادية : كل مايوجد في المنظمة من مباني واجهزة والات .
– الموارد المالية : كل الاموال التي تستخدم لتسيير الاعمال الجارية والاستثمارات طويلة الاجل .
– المعلومات والافكار : تشمل الارقام والحقائق والقوانين والانظمة .
– الوقت : هو الزمن المتاح لانجاز الاعمال
وظائف الادارة الرئيسية :
اولاً : التخطيط
هو الاعداد المسبق لخطوات الاعمال , للوصول الى الهدف
وتنشاء الحاجة اليه , لندرة موارد المنظمة , ووجود المنظمة في بيئة معقدة ومتشابكة
ومن ميزات التخطيط الجيد والفعال , ان يتصف بالمرونة , ان يكون واقعياً, فلا يسرف في المثالية , ولا في التشاؤم , خطواته تفصيلية ومحددة ,
ان يغطي كل انشطة المنظمة , تتحدد فيه الفترات الزمنية , والوقت المطلوب لانجاز الاعمال
وهناك اصناف عديدة من التخطيط , مثل التخطيط الاستراتيجي , التخطيط التكتيكي , والتشغيلي , وتخطيط الانتاج , وتخطيط التسويق , … الخ .
ثانياً : التنظيم Organizing
هو أي عمل يتم به تحديد وظائف المنظمة , وتشكيل ادارتها , مثل ادارة الانتاج , او الادارة المالية
وتحديد اقسامها , ومستويات علاقاتها , بمعرفة حدود السلطة , والمسئولية , ونطاق الاشراف , وطبيعة اصدار الاوامر من حيث كونها مركزية , او لامركزية
ومن فوائد التنظيم , ان الاعمال يتم توزيعها بشكل انسيابي , وعملي , ويقلل من الازدواجية في الاختصاصات
ويحدد العلاقات بين افراد المنظمة ,
ثالثا ً: التوجيه
هو ارشاد المرؤوسين , خلال مراحل تنفيذ الاعمال , لضمان تحقيق الاهداف بالشكل المطلوب
ويشتمل التوجيه على ثلاثة عناصر اساسية هي
القيادة , الاتصال , التحفيز
وهو ضروري للمنظمة , لضمان تحقق الاهداف بالشكل المخطط له , وفي الوقت المتاح
وتوظيف العلاقات التنظيمية بالطريقة التي تؤدي الى انسيابية الاجراءات الادارية .
رابعاً : الرقابة
وهي تقييم الانشطة الادارية , ومقارنتها بما هو مخطط لها , وتحديد الانحرافات , والتجاوزات , بطريقة وصفية , او كمية, لتحديد وسائل واساليب معالجة الاخطاء والانحرافات .
وتمر الرقابة بثلاث مراحل
– تحديد المعايير
– قياس الاداء
– مقارنة الاداء الفعلي بالمخطط
– تصحيح الانحرافات
ويمكن تصنيف الرقابة حسب اسس الزمن والمهلة الزمنية المخطط لها لسير العمليات , او الجهة التي تقوم بها , او التنظيم الرقابي ,
ويلخص هذا القول ل ( بيتر دراكر ) في معنى الادارة واهميتها ومفهومها :
” من المحتمل ان يكون بدء ظهور الادارة هو اهم حدث في وقتنا هذا , بل انه اهم بكثير من كل الاحداث التي تشكل العناوين الرئيسية .
ولم يحدث ان ظهرت مؤسسة اساسية جديدة او مجموعة رائدة جديدة او وظيفة مركزية بنفس سرعة ظهور الادارة منذ بداية هذا القرن ( القرن العشرين ) .
ولم يحدث في تاريخ الانسانية – كذلك – ان أثبتت مؤسسة جديدة عدم امكانية الاستغناء عنها بمثل هذه السرعة . كما لم يحدث ان وجدت ومعها هذا القدر الضئيل من المعارضة والقلاقل والجدل . ولم يحدث ان من قبل ان شملت مؤسسة جديدة العالم بأكمله كما شملته الادارة , مجتاحة حدود العنصرية والمذاهب واللغات والتقاليد , كل ذلك حدث في خلال حياة اناس يعيشون ويعملون حتى يومنا هذا .
ان المجتمع المتقدم في الوقت الحاضر يعتمد على الاداريين في قيادة مؤسساته الكبيرة , بعيداً عن الارستقراطية ومُلاك الاراضي الكبار والعمالقة الرأسماليين . ويعتمد على معرفتهم وبعد نظرهم وتحملهم للمسئولية , وفي هذا المجتمع – بما فيه من مهام ومسئوليات وممارسات – تعتبر الادارة شيئاً محورياً نحتاج اليها واسهاماً ضرورياً وموضوعاً يلزم دراسته ومعرفته جيداً .
ويبقى جوهر الادارة وادائها السليم لمختلف المدراء وعلى كافة المستويات الادارية هو عملية اتخاذ القرارات .
وذلك لارتباطها الوثيق بالوظائف الادارية المختلفة , كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة .
كما ان اتخاذ القرار في إدارة الوقت من اصعب المهام
2 – مفهوم الإستراتيجية وأساس تطورها
الاستراتيجية :
الاستراتيجية كلمة مشتقة من الاصل اللاتيني وتعني فن القيادة .
وتوسع استخدام المصطلح ليشمل الأماكن والأزمنة والقرارات
فيتم وصف مكان بأنه استراتيجي مثل قناة السويس , او قناة بنما , ومضيق هرمز ,
لتحكمها في منافذ البحار , والمحيطات , وعبور السفن .
فيتم وصف مكان بأنه استراتيجي مثل قناة السويس , او قناة بنما , ومضيق هرمز , لتحكمها في منافذ البحار , والمحيطات , وعبور السفن
ويوصف اتخاذ قرار معين في فترة زمنية حاسمة بانه قرار استراتيجي , في لحظة زمنية استراتيجية
وهناك ايضاً سلع استراتيجية , كالنفط مثلاً .
ودخل المصطلح حتى في انماط التفكير , مثل مصطلح التفكير الاستراتيجي .
وفي المنظمات التي لاتهدف الى الربح تعرف الاستراتيجية بانها العمل على تحقيق رضا المواطن , او الافراد الذين انشئت المنظمة من اجلهم . وكذلك السعي للحصول على الرضاء الوظيفي للعاملين داخل المنظمة , ورفع مكانة المنظمة وقيمتها ,
وتعرف اختصاراً بانها فن استخدام الوسائل , لتحقيق الاهداف . وفق مسارات ومعالم زمنية واضحة الحدود .
وهناك خطط تسمى استراتجية , تضع اهداف بعيدة المدى , تعنى بمركز المنظمة , وموقعها في السوق , في فترة زمنية بعيدة , تحددها بعض المنظمات . من خمس الى عشر سنوات
في اليابان قد تصل الى خمسين عاماً .
وتعرف ايضاً بانها إدارة المقاسات الكبيرة , او القدرة على رؤية الشركة بشكل شامل , في وضعها الحالي , وشكلها خلال عمليات النمو في المدى البعيد .
ويعرًفها ( Arnold C . Hax ) بأنها ” نموذج القرارات التي تصنع الشركة
وهو تعريف تعليمي , نعرف من خلاله , بأن الاستراتيجية هي نتاج القرارات , وردود الافعال ,
وعليها يتوقف شكل ومصير الشركة في المستقبل .
وفي زمن تقلص الموارد , وتسارع وتيرة عمليات المنافسة , وارتفاع تكلفة المواد الخام .
يصبح من العسير الاعتماد على رفع درجة الانتاجية والكفاءة فقط , مالم يصاحبهما رؤية استراتيجية واضحة للطريق الذي تسير فيه الشركة .
وتعتمد الادارة الاستراتيجية على ثلاثة ركائز اساسية هي :
1 – التخطيط الاستراتيجي
2 – مجموع الادوات والمعدات والوسائل
3 – الرقابة
وتحدد الرؤية(Vision ) , او التوقعات المستقبلية , شكل الخطط الاستراتيجية واسلوب تنفيذها
. ( 1 ) ( Arnoldo C .Hax ” Redefining the concept of strategy and the strategy process ” planning Review , !8 May \ June 1993: 35 . )
وهناك من يطلق مصطلح التكهن , او التنبؤ, ولا تعني بطبيعة الحال استنطاق النجوم , اواستلهام الوحي ,
وانما هي التحليل الدقيق , والقراءة المتبصرة الفاحصة , للبيانات التاريخية , والمعلومات الاحصائية , وتوظيف الحسابات الرياضية , وقياس معدلات الاداء حسب الاوقات المخطط.
لتنفيذها , لمعرفة اداء الشركة في الماضي والوقت الحاضر , وكذلك الشركات المنافسة في البيئة المحيطة , لوضع معايير وقياسات تقود خطوات الشركة في سعيها للنمو المستقبلي
والرؤية المستقبلية قد تكون لعدة سنوات قادمة , وتتوقف الرؤية على عاملين حاسمين هما :
1 – تحديد افق الوقت
2 – القدرة على التنفيذ او ما يعرف بالموثوقية
ومن امثلة الاسئلة التي يطرحها المدراء خلال محاولات التوقع او التنبؤ:
– ماذا يحدث اذا ظهرت الحادثة المتوقعة ؟
– متى تحدث الحادثة المتوقعة ؟
– ماهي قيمة البيانات التي نحصل عليها في الوقت المتوقع للحادثة ؟
ومفتاح قدرة الشركة على البقاء في وضع المنافسة هي مجموعة العوامل التالية :
1 – الاستجابة السريعة لاتجاهات السوق
2 – سرعة تطوير السلعة
3 – سرعة تطوير المنتجات وسرعة التسليم
4 – الاستمرار في تخفيض التكلفة
5 – الاستمرار في تحسين عمليات الموارد البشرية , وتحسين الانتاج
6 – ايجاد المرونة في كافة العمليات الادارية والانتاجية ,
وكل هذه العوامل والمفردات كالسرعة والاستمرار, والاستجابة السريعة , لها دلالات و ارتباط وثيق بالوقت , وحسن استغلاله .
3- مفهوم التنمية
ظهر المفهوم بداية بشكل واضح في علم الاقتصاد , للدلالة على عملية احداث مجموعة , من التغيرات الجذرية في مجتمع ما , لاحداث التطور الذاتي , في ذلك المجتمع , بالشكل الذي يضمن , التحسن المستمر والمتصاعد في نوعية الحياة . لكل افراده , وزيادة درجة الاشباع , بالترشيد المستمر , لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة , وحسن توزيع عائداتها .
كما ظهرت العديد من النظريات الاقتصادية تشرح وتفسر معنى التنمية الاقتصادية .
وذلك على يد مفكرين كبار مثل ( ادم سميث ) , و ( ستيوارت مل ) و ( شوبيتر ) , و ( كينز ) .
وبرزت نظريات اخرى تعالج الجانب الاقتصادي في عملية التنمية .
مثل نظرية النمو المتوازن , ونظرية النمو غير المتوازن , وهناك نظريات حديثة معاصرة تبحث وتحلل في عمليات التنمية والنمو الاقتصادي . مثل نظرية نماذج التحليل الهيكلي , ونظرية ثورة التبعية الدولية , ونظرية الثورة النيو كلاسيكية المعاكسة .
وشاع استخدم مفهوم التنمية باعتباره مرادف للنمو الاقتصادي , على نطاق واسع .
بيد ان ارتفاع معدل الجهل والبطالة التي صاحبت في كثير من الدول التي ارتفعت فيها معدلات الانتاج , دعت الى اعادة النظر في هذا اللبس
واصبح مفهوم التنمية يشير الى مدى اوسع من النمو الاقتصادي.
فهي تشمل مجالات عدة من بينها النمو الاقتصادي
وتوسع المفهوم بعدها ليشمل مجالات عديدة .
. وفي الاونة الاخيرة تم النظر الى هذا المفهوم من زوايا مختلفة طبقاً لمجال الدراسة , وموضوع الاهتمام .
فالاقتصاديون الذين يشغلهم كميات وجودة الانتاج ورفع معدلات الاداء , وزيادة معدلات الدخل القومي وتخفيض مستوى البطالة , نظروا الى معنى التنمية من هذا الجانب .
والباحثون المتخصصون في العلوم الاجتماعية نظروا الى مفهوم التنمية في بعده الاجتماعي , والقضاء على مظاهر التخلف , وبحثوا في اسباب تفشي الامية والعادات الاجتماعية السلبية ,
وماهي البرامج التنموية المناسبة للقضاء عليها , وكيفية رفع مستوى الخدمات الاجتماعية , ورعاية الامومة , والاهتمام بالطفل وتوفير الرعاية الاجتماعية له .
وتوعية افراد المجتمع . بنشر ادبيات الوعي التنموي بينهم .
وادخل الجغرافيون مفهوم المجال في عملية التنمية , وذلك بدراسة البيئة الجغرافية والاستفادة من كافة الموارد الموجودة في المجال الجغرافي , الذي توضع فيه برامج وخطط التنمية , ومعرفة مجالات التاثربالمحيط والتأثير فيه . وماهي نتائج التغذية المرتدة من هذا المجال . ومتابعة الاوضاع الامنية وحالات الاضطرابات والاستقرار .
وكذلك معرفة كافة المعوقات التي تحد او تبطيء من وتيرة عمليات التنمية .
وهناك مفهوم التنمية الثقافية , وهو رفع مستوى الوعي الشعبي , وترقية الادراك العام , اذ بدأنا نسمع بالتنمية السياسية , التي تعني رفع مستوى الاداء الديمقراطي ,
والمشاركة الشعبية في صنع القرار
ويرى الدكتور يحى عبد الحميد ابراهيم , ان الجانب الانساني والبشري هو الذي يشكل المرتكز الاساسي لمفهوم التنمية :
” لا يحتاج تعريف التنمية الى كلمات كثيرة قد تجنبه مضمونه , ولكن يجب القول بان هناك قيماً جديدة بدأت تتبلور , وتأخذ جانباً هاماً من تفكير الشعوب وقياداتها , وتغير من نظرتهم لمفهوم التنمية من مجرد انها عملية اقتصادية بحتة , الى التركيز على الجانب الانساني وتنمية افراد المجتمع , وعليه فان تعريفاً شاملاً بداء يتبلور ويمكن تلخيصه في :
ان التنمية الشاملة ليست مجموعة من الغايات او الاهداف المادية الُمراد تحقيقها , ولكنها عملية اجتماعية يمكن للانسان من خلالها ان ينمي قدراته ويطلق طاقاته لتحقق مستويات مادية افضل , مع الارتقاء بجوانب حياته النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية . “
والمراقب لحركة التاريخ , ونشؤ وازدهار الحضارات , سيلاحظ دون عناء , ان طاقات الانسان وقدراته , وابتكاراته , ومبادراته , وتصميمه , هي التي ارست دعائم هذه الحضارات , وادت الى نموها وازدهارها .
وثقافة وقيم المجتمع ( Cultural Values ) التي يعمل فيه الانسان , هي التي تشكل سلوكياته وتصوراته , وترسم ملامح طموحاته واماله .
وتحدد تبعا لها نتائج عمليات التنمية وبرامج وخطط التطور والازدهار . ونرى ان الدول المتقدمة لها منظومة قيم , وثقافات كانت اهم عوامل نجاحها .
كما ان سيادة وانتشار قيم التخلف والاتكالية , ومحاربة المبادرة الفردية , وكراهية التطوير والتجديد . وضياع الوقت و ” قتله “– ان جاز ان نسمي هذه قيماً –
ونرى ان الدول المتقدمة لها منظومة قيم , وثقافات كانت اهم عوامل نجاحها .
كما ان سيادة وانتشار قيم التخلف والاتكالية , ومحاربة المبادرة الفردية , وكراهية التطوير والتجديد . وضياع الوقت و ” قتله “– ان جاز ان نسمي هذه قيماً –
كما يُقال في العديد من الدول العربية , قاد الى نتائج كارثية .
نشاهد اطلالها وخرائبها , على امتداد رقعة واسعة , من دول العالم المتخلفة . فقيم الابداع , وتشجيع المبادرة الفردية , واطلاق الطاقات , والتسابق والمنافسة على القمة , وتقدير النجاح , واحترام المتفوقين , واضاءة دروب الامل , وايجاد البيئة الملائمة للنجاح ,
ومكافاة التميز, هي من ثقافة المجتمع الامريكى .
يذكر ان شركة فورد للسيارات انفقت ماقيمته 3. 5 مليار دولار خلال ثماني سنوات لاعادة تصميم عمليات خطوط الانتاج , واعادة هيكلة المنظومة الادارية , في صناعة السيارات ,
وادخلت مفهوم ( Lean Manufacturing ) , والذي يعني انتاج السلع , باستخدام الاقل في كل شي .
استخدام نصف الجهد البشري , نصف مساحة العمل , نصف الاستثمار في الادوات والمعدات , نصف وقت المهندسين , لابتكاروتطوير سلعة جديدة , في نصف الوقت المقدر لانتاج السلعة .
كما يشتهر اليابانيون بقيم الالتزام بالعمل الجماعي , والانتماء الاسري لمؤسسات الاعمال .
واحترامهم لمفهوم منح الوقت لاتخاذ القرار السليم , بدلا من التسرع في اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي الى نتائج غير مرغوبة و تضييع الوقت . للبحث عن حلول من جديد ..
والعوامل او المعايير الحاسمة , في نجاح الصناعة الالمانية وتفوقها , هو التركيز على قيمة الجودة , وقيمة الانتماء لبلدهم , وكذلك رغبتهم الاسطورية ,
في الخروج من دمار الحرب العالمية الثانية , والتي لم تترك لهم حجراً مقام على حجر .
وسعيهم الحثيث لمسابقة الزمن , وحرصهم على الوقت لتعويض مامضى منه ,
والوصول الى قمة الريادة من جديد .
واحتل السويسريون مكانة متميزة بين دول العالم المتطورة , رغم صغر مساحة بلدهم ,
وخلوها من الموارد الطبيعية , وذلك لسيادة قيم الدقة , واحترام الوقت .
ادخل السويسريون في صناعة الالات مفهوم ( UsinageTransfert ) , وهي الالات التي بوسعها دمج اكثر من عملية انتاج في عملية واحدة , فالقطعة التي تحتاج الى ثماني عمليات منفصلة لانتاجها , يتم انتاجها في الة واحدة , في عملية واحدة وتخفيض زمن الانتاج الى اكثر من النصف , تصل في بعض القطع الى الثلث .
4 – مفهوم وأهمية الوقت
يعرفه ( الفيروزبادي ) بانه المقدار من الدهر
وفي المُعجم الوسيط ” مقدار من الزمن , قُدر لأمر ما “
وهو مورد نادر , ونفيس , ويعبر في خط مستقيم , من الماضي , للحاضر , للمستقبل ,
وفي قاموس ( وبستر ) يعرف الوقت بانه مجموعة احداث متتابعة . من الماضي للحاضر فالمستقبل .
ومن خصائصه , انه مورد عادل , وغير متحيز , يملكه الجميع بنفس المقدار .
ولايمكننا الاحتفاظ به بأية وسيلة تخزين معروفة , ولا يمكن استرداد مافُقد منه .
لذا يجب الارتقاء بمعارف اللانسان , نحو الادراك الواعي لاهمية الوقت , حتى يركز قدراته , ويوظف طاقاته التوظيف الامثل , من اجل ان يدير وقته بصورة اقوى فاعلية , واكثر كفاءة , لان الوقت يشكل العامل الحاسم والرئيسي , عند وضع خطط وبرامج التنمية , بمفهومها الواسع الشامل . وعندما تحدد الادارة المعالم الاساسية للخطط الاستراتيجية . وكذلك عند رسم السياسات وتوضيح خطوات البرامج والاجراءات . سواء على مستوى المنظمة , او على مستوى العامل الفرد .
وفي هذه المعادلة المركبة , يبقى الوقت هو المتغير الحاسم , الذي لايمكن ايقافه ,
او تثبيته او استبعاده , او اهماله .
5 – المفهوم الفلسفي للوقت :
ماهو الوقت , وكيف نحس به , وهل هناك وقت مجرد , او وقت مطلق , وهل سيكون هناك معنى لكلمة الوقت , اذالم يكن هناك بشر , ومن يحدد الوقت , وما علاقة الوقت بالمكان .
ولماذا يختلف احساسنا وتقديرنا للوقت , من حالة الى اخرى ؟ . وهل يسير في خط مستقيم ,
ام يأخذ الشكل الدائري , ام له اشكال اخرى .
اسئلة بقت تُحير وتقلق العلماء والفلاسفة والمفكرين , واجتهدوا في وضع اجابات لها .
فقد اعتبر ( ارسطو طاليس ) ( 384 – 322 ) قبل الميلاد ان الوقت هو تعداد وحساب للحركة .
ونظر ( نيوتن ) ( 1642 – 1727 ) الى الوقت الى انه شى مطلق , ولا يتأثر باية عامل خارج عنه , وانه متتابع في نفس الاتساق .
ويعتبر Kant)) ( 1724 – 1804 ) , انه ليس هناك وجود لشي اسمه الوقت , وانما ذلك من اداء ومهام العقل .
واحدث ( البرت انشتاين ) ( 1879 – 1955 ) , ثورة في العلم الحديث , بنظرية النسبية العامة والخاصة . وتعرضت للوقت والمكان , او كما تترجم في بعض الكتب ,
( نظرية الزمكان ) .
وفيها عرًف الوقت بأنه شي نسبي , وان لكل جسم مرجعي ذي علاقة , زمنه الخاص به ,
كما ربط بين السرعة والزمن والكتلة , وافترض نظرياً اننا بوسعنا العودة بالوقت الى الوراء , وذلك اذا امكننا الحصول على مركبات تفوق سرعتها سرعة الضوء .
وان الذي يسافر في الفضاء بهذه السرعة لفترة , سيرجع وقد وجد اصدقائه يكبرونه بعشرات السنين .
ويشير القرأن الكريم الى ازمنة واوقات وحسابات اخرى
كما في الاية الكريمة ” وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون “
وفي الاية الكريمة الاخرى ” في يومٍ كان مقداره خمسين الف سنة “
كما اكتشف علما تشريح الدماغ , بأن الاحلام التي نعتقد انها تستغرق ساعة او ساعتين ,
انما هي ومضات كهربائية , وتغييرات سريعة في كيمياء الدماغ , لاتستغرق سوى ثواني معدودة
فاين هو الوقت الحقيقي والوقت الزائف ؟.
واصحاب الكهف في القران الكريم , احسوا انهم مكثوا في نومهم يوماً او بعض يوم ,
وهم الذين مرت خلال نومهم ثلاثمائة وتسع سنوات .
كما ان للساعة البيولوجية لجسم الانسان , وقتها , واحساسها الخاص به ,
والتي تختلف من بيئة الى اخرى , وتتبدل حسب المراحل العمرية للانسان ,
واعتبرت الديانة المسيحية ان الوقت مخلوق , كالشمس , والارض , ولذلك اعتبرت الربا خطئية , لانها في حقيقتها بيع للوقت ,
واختلف المفكر الاستاذ ( العقاد ) مع الاديب ( منصور باشا فهمي ) , في معنى الزمن والابدية يرى الاستاذ ( العقاد ) , ان الزمن محدود , والابدية تعطي معنى اللامحدود .
بينما فسرها ( منصور باشا فهمي ) بالزمن , والزمان , وانهما مصطلحان مختلفان .
ويقول الكاتب وخبير إدارة الوقت , الايطالي ( Gabriele Morello ),
في مقدمته لكتاب ( Making Time ) ,انه في طفولته وعند قضاء الاجازات في ريف
Palermo كان هناك احساسين مختلفين بالوقت , وهو وقت القرية , ووقت المدينة ,
ففى اعراف الفلاحين تسود معاني من نوع ( Every time comes and go ) ,
” الوقت يذهب , ويعود من جديد “
بينما في المدينة التي لاتبعد سوى ثلاثين كيلو متر يتحدث الناس بمفهوم
( Lost time is never found again ) .
” الوقت الذي ينقضي لا يمكن ايجاده مرة اخرى “
6 – المفهوم الاقتصادي للوقت
نظرا للوقت, باعتباره احد الموارد المهمة , والنادرة , ولهذا المفهوم علاقة بالقاعدة الاقتصادية الشهيرة , والتي تتحدد فيها المشكلة الاقتصادية ” ان الموارد محدودة , والرغبات الانسانية غير محدودة “
لذا وجب ان تستغل هذه الموارد بفاعلية وكفاءة , لتحقيق الاهداف , للوصول الى الرضاء المجتمعي و المؤسسي و الفردي .
وبوسعنا احتساب تكلفة الوقت بالشكل التالي :
حساب تكلفة الوقت على اساس ساعة عمل للعامل الواحد , او ساعة عمل الجهاز او الالة .
فاذا افترضنا ان راتب دكتور جامعي في الشهر هو 2000 دينار , وان معدل العمل اليومي هو 8 ساعات ,
وانه يعمل خمس ايام في الاسبوع , أي اربعون ساعة في الاسبوع , فنعرف ان قيمة الساعة تساوي
دينار2000/ 160 ساعة يساوي 12.5 دينار
وبنفس الطريقة يمكن تحديد قيمة انتاجية ساعة الالة .
وهناك تصنيفات وتقديرات اخرى لقيمة الساعة , مثل تقدير ساعة الاستشاري , والاعمال التي يصعب تحديد اوتوصيف طبيعتها بدقة . وتخضع لمعايير تقويم وقياس كل شركة او مؤسسة . او لاشتراطات سياسة الدولة
ويضيف ( Marx ) ( / 1973 : 140 – 3 1857 ) في سياق اخر بتساؤل :
هل يمكن ان يكون الوقت سلعة من جهة , وان يكون جزء من مكونات عوامل الانتاج من جهة اخرى ؟ .
ويقول في تحليله ان ساعة الوقت ( Clock time ) هي التعبير الملائم لكون الوقت سلعة .
واعتقد ان هذا المعنى يتأكد في سوق الاتصالات , والمنافسة الحادة بين شركات الاتصالات , لبيع الزبون وقتاً اطول بسعر اقل
هنا صار الوقت في حقيقته سلعة تعرض وتسوق , وتباع وتشترى .
وفي عصرنا الراهن حيث ساد مفهوم ان الوقت هو المال
وهو منظور اقتصادي للوقت يقود الى النتائج التالية :
حيث ان الوقت هو المال فانه كلما تسارعت الاجراءات نحو التنظيم والترتيب كلما كان ذلك افضل بالنسبة للعمليات الادارية .
وهذه تعني بالنسبة للادارة ان الكفاءة والفعالية والربحية تتعلق بالسرعة
اى انه كلما استثمرت المنظمة الوقت بشكل امثل وتقليل الفاقد الى ادنى مستوى ,
لرفع معدلات الكفاءة والفاعلية والربحية او العائد , كلما ضمن لها ذلك مركزها وقوتها في سوق المنافسة
وحيث ان الوقت هو المال ظهر مصطلح في سوق العمل :
( non – stop production and shift work ) .
” عدم توقف الانتاج , والعمل بنظام الورديات “
اوما يعرف ب (/ 7 society 24 (
وحيث ان الوقت هو المال فان الوقت الذي يضيع دون انتاج , هو في حقيقته وقت غير منتج .
” نظرا لتغير طبيعة ومعالم المنافسة بشكل يركز أكثر على كسب ولاء العملاء وتحقيق رضاهم، اتجه اهتمام المنظمات إلى التركيز على تحسين وتطوير خدمة العملاء، وهذا ما يقتضي منها تحقيق السرعة والمرونة في الأداء، فظهر بذلك مفهوم جديد يرتكز على اقتصاديات الوقت وذلك من خلال الاستفادة القصوى من الوقت المتاح وإستغلاله أحسن استغلال، سواء من ناحية رفع سرعة الاستجابة لحاجيات ومتطلبات العملاء أو من خلال إستغلال الوقت في تطوير القدرات والمهارات ومن ثم تحسين الأداء، أو من ناحية إيجاد إدارة فعالة للوقت والالتزام بالمواعيد والبرامج الزمنية. فاقتصاديات الوقت ترتكز على الأبعاد التالية:
a. رفع سرعة الاستجابة لمتطلبات وحاجيات العملاء: وتتحقق من خلال ما يلي:
تخفيض زمن تقديم المنتجات إلى الأسواق.
تخفيض زمن دورة تصنيع المنتج.
تخفيض زمن الدورة للعميل.
تخفيض زمن تحويل أو تغيير العمليات.
b. الاستفادة من الخبرة: أي الاستفادة من أثر الخبرات المتراكمة نتيجة الممارسة، وهذا يقتضي منها الاستفادة من الوقت لزيادة الخبرات المهنية وتطوير الأداء.
c. الإدارة الفعالة للوقت: والتي تتحقق من خلال التنظيم الجيد للعمليات والأنشطة والترتيب المناسب للوسائل والإمكانيات، والتصميم الملائم للبرامج الزمنية، مع التركيز على التقليل أو الحد من الوقت الضائع، والقضاء على الأنشطة والوظائف الغير مهمة والتقليل من الفاقد.
d. الالتزام بالمواعيد والبرامج الزمنية: وتتضمن برامج ومواعيد التوريد والإنتاج والتسليم والتنفيذ والتمويل ….إلخ.”
7 – مفهوم الوقت في العملية الادارية :
ارتبط مفهوم ادارة الوقت بالعمل الاداري , وذلك لوجود سلسلة من عمليات التخطيط والتحليل , والمراقبة , والتوجيه , لكافة الانشطة الادارية , التي يتم تأديتها خلال ساعات الدوام الرسمي , بغية تحقيق اقصى فاعلية لاستثمار الوقت من اجل تحقيق الاهداف المرسومة .
وليس هناك اعمال في الفراغ , فكل عمل اداري يتطلب وقتاً , وزمناً محسوباً لادائه .
ويمكن تعريف إدارة الوقت في العملية الادارية , بانها العلم او الفن , المشتمل لمعاني الادارة الاساسية وهي :
, التخطيط , والتنظيم , والتوجيه , والرقابة , لاستغلال الوقت , باعتباره مورد نادر ونفيس , باكبر قدر من الفاعلية والكفاءة , للوصول الى الاهداف .
اى انه في الوقت المتاح لاداء وانجاز الاعمال الادارية تتم إدارة الوقت من خلال انشطة التخطيط للوقت والتنظيم للوقت والتوجيه للوقت ومراقبة الوقت والتحكم فيه
والوقت في العملية الادارية هي االمهلة الزمنية المتاحة لدينا , لاستخدام امكاناتنا ومواهبنا وقدراتنا الشخصية , في الوصول الى اهدافنا , بشكل متوازن ينسجم مع متطلبات العمل وحياتنا الخاصة ,
وتعرف ايضاً بانها مجموعة الطرق والوسائل التي نستخدمها , لانجاز الاعمال باقصى كفاءة ممكنة , في فترات زمنية , يتم تحديدها مسبقاً .
وليست هناك قاعدة مشتركة , او معيار عام , على اساسه يمكن للإداري ان يوزع وقته على الانشطة المتعددة , والمتنوعة في المستويات الادارية المختلفة .
وهذا مرده الى اختلاف المنظمات والشركات في طبيعة عملها , والاساليب المتبعة في الادارة , واختلاف الاهداف والغايات .
واحيانا لوجود محددات سياسية او مالية , او جغرافية . او غيرها من المحددات . وقد تكون هناك ظروف طارئة تستدعي مضاعفة اوقات العمل , او العكس . وقد يؤدي غياب مدير كفؤ الى , تعقد اجراءات العمل , وزيادة الارتباك , وضياع الوقت .
وفي مقال عن إدارة الوقت , يستخدم روتنبري نموذجاً أعده نوريس وجوتفرايد, (Norris / Gottfried) ليبين تقسيمات لكيفية تمضية الوقت بالنسبة للمدير:
أ) الوقت المستغل تماماً يعادل 50% من يوم العمل • في هذا الوقت يعمل المدير في مجال خبرته الفنية• ويتضمن هذا الوقت: قرارات ذات فائدة مباشرة، ووقت التفويض وحل المشكلات والمراسلات، وصنع القرارات
ب) وقت للاستثمار يعادل 25% من يوم العمل• والأمثلة عليه تتضمن تحديد البرامج طويلة الأمد، وتخطيط وتطوير حلول بديلة•
ج) وقت للتنظيم يعادل 15% من يوم العمل، وهو للمهام الإدارية، مثل: التقارير والمؤتمرات والاجتماعات•
د) الوقت الضائع يعادل 10% من يوم العمل، ويتضمن هذا الوقت النشاطات غير المثمرة والمشكلات غير المتوقعة، وغير ذلك.
ويعتبر الوقت من الاصول , وهومورد مهم , يحتاج الى عمليات تخطيط وتنظيم ومتابعة , وكفاءة عالية في انشاء شبكة اتصالات قادرة على التحفيز , والتنسيق , بين مختلف المستويات الادارية , لضمان استثماره بشكل امثل
ثانيا : المفاهيم الحديثة قي الإدارة
1 – إدارة المعرفة Knowledge Management ( K M )
” Science is organized knoledge . “
” العلم هو تنظيم المعرفة ” او المعرفة المُنظمة
Imanmanuel Kant
ادركت المنظمات كم هو مهم ان تعرف ماتملكه من معلومات وقواعد بيانات ومعارف شفهية وادراكية غير مكتوبة
” Know what they know “
أي بمعنى المعرفة الدقيقة لما تملك المنظمة من معلومات وبيانات
وترغب في استغلال والاستفادة من هذه المعرفة بطريقة مثالية تكون فعًالة وذات مرود مثمر وايجابي .
أي ان المنظمة تريد ان تعرف شيئين مهمين
اولا : ماهي الاصول المعرفية الموجودة لديها ,
ثانياً : كيفية إدارة واستخدام هذه الاصول بالشكل الذي يُزيد العائد او الارباح
كما ان اختراع المنتجات وتطويرها في سوق المنافسة الضخم يتطلب الاتي
– معرفة رغبات المستهلكين
– معرفة مجالات العلوم المُعاصرة
– معرفة اخر الابتكارات والتقنيات والبرمجيات وكيفية الاستفادة منها
– معرفة نمو الاسواق وطبيعتها واتجاهاتها
– معرفة الافكار والابتكارات التي تنتجها مراكز الابحاث
– معرفة ماتملكه المنظمات المنافسة من معارف وقدرات وامكانيات
وادارة المعرفة ليست فقط إدارة المعلومات والمعارف وقواعد البيانات الموجودة في المنظمة , وانما ايضاً تطوير المعرفة وحفظ ورعاية المعرفة وطرق استخدامها ,
وكيفية المشاركة في هذه المعرفة .
فادارة المعرفة :
” هي نظام دقيق , يساعد على نشر المعرفة سواء كان على المستوى الفردي او الجماعي , من خلال المؤسسة للتاثير تاثيرا مباشرا على رفع مستوى اداء العمل وهي تتطلع الى الحصول على المعلومات المناسبة في السياق الصحيح للشخص المناسب في الوقت المناسب للعمل المقصود المناسب ” Finneran ) 1999 (
وفي تعريف اخر
” تشكل إدارة المعرفة أحد التطورات الفكرية المعاصرة التي اقترحت في بادئ الأمر كأطر ومداخل جديدة في دراسة وفهم الأعمال المنظمية، وسرعان ما تحولت إلى ممارسة عملية, أكثر ملاءمة للتغييرات المتسارعة في عالم الأعمال، وقد تعاظم دورها بعد ان أُدرك أن بناء الميزة التنافسية وإدامتها يعتمد أساساً على الموجودات الفكرية, وتحديداً
على الأصول المعرفية والاستثمار فيها، بما يعزز من الإبداع المستمر, سواءً على صعيد المنتوج أو على صعيد العملية، والذي يعد هو الآخر أحد مقومات تعاظم تلك الميزة لأطول فترة ممكنة. لكن هذه المعرفة بمفردها ليست ذات نفع, ولابد من فعل للإدارة التي حولها يؤدي إلى تحقيق
التنافس .
لقد تزايد الاهتمام بالمدخل المعرفي, وتحديداً في الأطر النظرية المنبثـقة عنه، والتي تعالج موضوعات إدارية أو اقتصادية مع تنامي ظاهرة التغيير المتسارع في بيئة الأعمال, نتيجة لتضاؤل دور النظريات والمداخل التي كانت سائدة عن وضع الحلول لمواجهة هذا التغيير, لاسيما بعد إدراك أهمية المعرفة بوصفها موجوداً مهماً في تحقيق أهداف المنظمة ودورها في التحول الكبير نحو الاقتصاد المعرفي الذي يركز على الاستثمار في الموجودات الفكرية والمعرفية غير الملموسة أكثر من تركيزه على الموجودات المادية الملموسة, وازداد هذا الدور أهمية مع سيادة مفهوم عصر المعرفة الذي من متطلباته ألا تكتفي المنظمات بتوفير المعلومات.
بل يجب التفكير مع وجود المعلومات .
اكتسبت المعرفة في مجال منظمات الأعمال أهمية واضحة في نجاح تلك المنظمات وفي إسهامها بتحولها إلى الاقتصاد المعرفي، والمعرفة أغلبها ضمني, وتتوافر في أذهان وعقول الأفراد, وتعتمد على حدسهم وخبرتهم ومهارتهم وقدراتهم التفكيرية، كما أنها تتوافر بصيغة معلومات ذات معنى عن السوق والزبون والاتصالات والتقنية. وتعد المعرفة موجوداً غير ملموس, ولكنه محسوس ومقاس, وتؤدي دوراً حاسماً في تحقيق الميزة التنافسية.”
وتوجد طريقتان تتشكلان ادارة المعرفة للمنظمة :
اولا : المعرفة التلقائية :
وتتكون المعرفة خلالها كرد فعل للاحداث المهمة , والمشاكل التي تنشىء , والحاجات التي تبرز اثناء العمليات الادارية في المنظمة . وتاثير البيئة الخارجية التي تعمل فيها المنظمة
ثانياً : الاسلوب المنهجي المنظم :
ويرتكز على المبادىء والمفاهيم والاساليب العلمية لادارة المعرفة
حيث تضع المنظمة استراتيجية متكاملة لادارة المعرفة , وذلك بتحديد الغرض الذي انشئت لاجله المنظمة , وماهي الاهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها , ولماذا , وماهى الادوار المرسومة لتنفيذ السياسات , ومدى تجانس هذه الادوار مع اداء المنظمة العام .
ومن هم الاشخاص الذين يقع على عاتقهم تنفيذ السياسات , وهل يمتلكون المعارف والكفاءات اللازمة , لاداء ادوارهم بشكل فعًال . وفقاً للرؤية الاستراتيجة الشاملة للمنظمة , ومعرفة واسعة بالبيئة الداخلية , والبيئة الخارجية .
وهل هذه الرؤية مكتوبة , وواضحة ومحددة , بخطط وسياسات واجراءات , واوقات البدء والانتهاء من تحقيق الاهداف المرحلية . بحيث يتمكن العاملون من الاطلاع عليها لفهمها وتنفيذها .
وتواجه إدارة المعرفة صعوبات عديدة من اهمها :
1 – صعوبة ان يكون هناك فهم واسع وواضح على مستوى المنظمة للمعارف الموجودة داخل المنظمة
2 – صعوبة ايجاد نماذج واشكال تكشف وتوضح المعارف الموجودة داخل المنظمة
3 – صعوبة المشاركة واعادة استخدام المعارف الموجودة عند اختلاف التطبيقات , وعند اختلاف المستخدمين
( 1 ) ( ادارة المعرفة , الكبيسي / صلاح الدين . الناشر المنظمة العربية للتنمية الادارية )
4 – صعوبة ايجاد ثقافة المساهمات المعرفية والمشاركة في تطويرها
واضاف Polanyi ) ) , صعوبة اخرى وهي :
” we can know more than we can tell “
اى اننا نعرف اكثر مما نستطيع ان نقول
وهناك اهداف تتحقق من ادارة المعرفة اهمها :
– ترسيخ مبادى واسس ثقافة تراكم المعارف
– المحافظة على مخزون المعارف الموجودة في المنظمة , والعمل على تطويرها
– تمكن العاملين من تطوير وتحسين معارفهم .
– الاستفادة من تقنية المعلومات , وثورة الاتصالات , لاستثمار الوقت , في توسيع دائرة المعارف
والشي المهم الذي يجب معرفته , هو ان الحصول على المعلومات , لايعني الحصول على المعرفة .
ويضع Neil Fleming ) , fle 96 ), شرحاً بليغاً , يستند على قاعدة في إدارة الوقت , تقول ان مجموع الاجزاء تكون اكثر ايجابية من مجموع كل جزء بمفرده ,
او مايعرف بالمعادلة التالية
1 + 1 = 3
وهو يعني تناغم واتساق الاجزاء في المنظومة الجماعية الواحدة , وقدرتها على رفع معدلات الاداء , وزيادة الانتاجية , بالعمل المشترك الفعال والكفوء
ان الوقت عامل مهم كما لاحظنا في إدارة المعرفة , حيث ان البحث عن المعرفة والحصول
عليها يتطلب وقتاً , واتقانها واستخدامها بكفاءة وفاعلية يتطلب وقتاً , والمحافظة عليها
وحمايتها وتطويرها يحتاج الى اجراءات معقدة تتطلب وقتاً ,
اى ان ادارة الوقت في كل هذه المراحل وسط سوق المنافسة الحادة , والتغير المستمر في
البيئة المحيطة ونزوع الاسواق الى اتجاهات وانماط استهلاكية جديدة , يجب ان تكون على
قدر عال من الكفاءة والفاعلية .ويجب احتسابة بدقة بالغة , وتقليل الفاقد الى ادنى مستوى